ما هي درجة حرارة الطفل الطبيعية

تضعين يدك على جبين طفلك. يبدو دافئاً — أو ربما بارداً أكثر من المعتاد؟

تبدأين بالتساؤل: هل هذه حرارة طبيعية؟ هل يجب أن أقلق؟

الحقيقة؟ معظمنا يظن أن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي دائماً 37 درجة مئوية بالضبط. لكن الأمر ليس بهذه البساطة! جسم الإنسان — وخاصة الأطفال — لديه نطاق واسع من درجات الحرارة الطبيعية التي تختلف حسب العمر، وقت اليوم، مستوى النشاط، وحتى مكان القياس.

يعني إذا قست حرارة طفلك ووجدتها 36.8 أو 37.4 — هذا طبيعي تماماً! مافيش داعي للذعر.

في هذا الدليل الشامل، سنتعرف على درجة حرارة الطفل الطبيعية بكل تفاصيلها، أفضل طرق القياس الدقيقة، والأخطاء الشائعة التي تقع فيها معظم الأمهات (وكنت أنا واحدة منهن).

ما هي درجة حرارة الطفل الطبيعية؟

المتوسط العام

درجة حرارة الطفل الطبيعية تتراوح بين 36.5 و37.5 درجة مئوية. هذا هو النطاق الآمن والصحي.

لكن انتبهي — "متوسط" لا يعني "ثابت".

حرارة جسم الطفل ليست رقماً واحداً طوال اليوم. إنها تتغير باستمرار حسب عدة عوامل. وهذا طبيعي جداً جداً!

درجة حرارة الطفل الطبيعية حسب العمر

درجة الحرارة الطبيعية تختلف قليلاً مع اختلاف العمر:

درجة حرارة الطفل حديث الولادة: حديثو الولادة (من الولادة حتى شهر) تتراوح حرارتهم الطبيعية بين 36.5-37.5 درجة مئوية، وقد تصل أحياناً إلى 37.9 درجة في الأيام الأولى.

درجة حرارة الرضيع الطبيعية: الرضع (من شهر حتى سنة) عادة يكون متوسط حرارتهم 37 درجة مئوية، مع نطاق طبيعي من 36.3 صباحاً إلى 37.6 مساءً.

الأطفال من سنة إلى 10 سنوات: درجة الحرارة الطبيعية تتراوح بين 35.5-37.5 درجة مئوية.

الأطفال الأكبر من 11 سنة: تصبح حرارتهم قريبة من البالغين، حوالي 36.4-37.6 درجة مئوية.

الأطفال في سن ما قبل المدرسة (2-5 سنوات) عموماً لديهم درجات حرارة أعلى قليلاً من الأطفال الأكبر والبالغين. هذا طبيعي تماماً!

الفرق بين حرارة الطفل والبالغ

لماذا تكون حرارة الأطفال عادة أعلى قليلاً من البالغين؟

الأطفال — خاصة الرضع والصغار — لديهم أجهزة تنظيم حرارة لم تنضج تماماً بعد. أجسامهم الصغيرة تُنتج حرارة أكثر بسبب معدل الأيض السريع (الأطفال ينمون ويتطورون بسرعة كبيرة)، ولكنها في نفس الوقت تفقد الحرارة بسرعة أكبر لأن مساحة سطح الجلد كبيرة مقارنة بحجم الجسم.

البالغون لديهم أجسام أكثر ثباتاً في تنظيم الحرارة. لذلك درجة حرارتهم تكون أقل تذبذباً وأكثر استقراراً.

اختلاف حرارة الطفل خلال اليوم

هل تعلمين أن حرارة طفلك تتغير على مدار اليوم؟

نعم! هذه معلومة مهمة.

في الصباح الباكر: عند الاستيقاظ من النوم، تكون درجة الحرارة في أدنى مستوياتها — حوالي 36.3 درجة مئوية أو أقل قليلاً. وهذا طبيعي تماماً.

في منتصف النهار وبعد الظهر: ترتفع الحرارة تدريجياً لتصل إلى أعلى مستوياتها — قد تصل إلى 37.5 أو 37.6 درجة مئوية.

في المساء: تبدأ بالانخفاض مرة أخرى استعداداً للنوم.

الفرق بين أدنى وأعلى درجة حرارة خلال اليوم قد يصل إلى درجة كاملة — وهذا لا يعني أن الطفل مريض! إنها دورة طبيعية تماماً.

تأثير النشاط على حرارة الطفل

طفلك كان يلعب ويجري بالخارج؟ حرارته ستكون أعلى بالتأكيد.

النشاط البدني يرفع درجة حرارة الجسم مؤقتاً. وهذا طبيعي جداً! العضلات تعمل، القلب ينبض أسرع، والجسم يُنتج حرارة أكثر.

حتى البكاء الشديد عند الرضع يمكن أن يرفع الحرارة قليلاً. صح؟

لذلك — إذا أردتِ قياس حرارة طفلك بدقة، انتظري 20-30 دقيقة بعد اللعب أو البكاء أو الاستحمام. دعيه يهدأ قليلاً، ثم قيسي.

تأثير الطقس على درجة حرارة الطفل

في الطقس الحار: ترتفع حرارة جسم الطفل قليلاً، خاصة إذا كان يلبس ملابس كثيرة أو يتعرض لأشعة الشمس المباشرة.

في الطقس البارد: قد تنخفض حرارته قليلاً، خاصة في الأطراف (اليدين والقدمين).

الجسم يحاول باستمرار الحفاظ على توازن الحرارة الداخلية رغم تغير الطقس الخارجي. لكن الأطفال الصغار جداً — خاصة حديثي الولادة — أقل قدرة على التكيف مع التغيرات الشديدة.

أفضل طرق قياس حرارة الطفل

ليست كل طرق القياس دقيقة بنفس المستوى.

درجة الحرارة الطبيعية عن طريق الشرج

هذه الطريقة الأكثر دقة للأطفال أقل من 3 سنوات، خاصة الرضع.

درجة الحرارة الطبيعية عند القياس الشرجي: 36.6-38 درجة مئوية

نعم، 38 درجة تُعتبر طبيعية عند القياس من الشرج! لأن حرارة المستقيم أعلى من باقي أجزاء الجسم بحوالي نصف درجة.

كيف تقيسين:

• استخدمي ميزان حرارة رقمي نظيف
• ضعي قليلاً من الفازلين على طرف الميزان
• أدخليه برفق حوالي 1-2 سم في فتحة الشرج
• انتظري حتى يصدر الميزان صوت التنبيه (عادة 30 ثانية إلى دقيقة)

مهم: لا تستخدمي نفس الميزان للفم والشرج! احتفظي بميزان خاص لكل منطقة.

درجة الحرارة الطبيعية عن طريق الفم

مناسبة للأطفال الأكبر من 4 سنوات الذين يستطيعون التعاون.

درجة الحرارة الطبيعية عند القياس الفموي: 35.5-37.5 درجة مئوية

كيف تقيسين:

• ضعي الميزان تحت لسان الطفل
• اطلبي منه إغلاق فمه بإحكام
• لا تدعيه يتكلم أو يعض الميزان
• انتظري حتى الصوت التنبيهي

تنبيه: انتظري 30 دقيقة بعد تناول الطعام أو الشراب الساخن أو البارد قبل القياس. الطعام والشراب يؤثران على دقة القراءة.

درجة الحرارة الطبيعية عن طريق الإبط

طريقة سهلة وآمنة، لكنها الأقل دقة.

درجة الحرارة الطبيعية عند القياس تحت الإبط: 35.9-37.2 درجة مئوية

القراءة من الإبط عادة أقل بحوالي نصف درجة من القراءة الفموية، وأقل بدرجة كاملة من القراءة الشرجية.

كيف تقيسين:

• جففي منطقة الإبط (العرق يؤثر على القراءة)
• ضعي الميزان في منتصف الإبط
• اضغطي ذراع الطفل على جسمه بإحكام
• انتظري 5 دقائق على الأقل للحصول على قراءة دقيقة

نعم، 5 دقائق كاملة! هذه الطريقة تحتاج وقت أطول.

القياس عن طريق الأذن

طريقة سريعة باستخدام ميزان إلكتروني خاص.

مناسبة للأطفال فوق 6 أشهر. قبل هذا العمر، قناة الأذن تكون صغيرة جداً وقد لا تعطي قراءة دقيقة.

كيف تقيسين:

• نظفي الأذن من الصمغ (الشمع)
• ضعي الميزان في قناة الأذن بزاوية صحيحة
• القراءة تأخذ ثوانٍ فقط

لكن: هذه الطريقة أقل دقة من القياس الشرجي، وقد تُفوّت بعض حالات الحمى الخفيفة.

موازين الحرارة الحديثة

ميزان الجبهة (الجبين): سريع وسهل، لكنه قد يتأثر بعوامل خارجية مثل العرق أو برودة الجو. غير دقيق تماماً.

ملصقات قياس الحرارة على الجبين: غير دقيقة إطلاقاً! لا ينصح باستخدامها.

موازين الحرارة على شكل لهّاية: غير دقيقة أيضاً ولا يُوصى بها.

موازين الحرارة الزئبقية الزجاجية: ممنوعة تماماً! خطيرة لأنها قد تنكسر وتعرض الطفل للزئبق السام.

قياس درجة حرارة الطفل بدقة: نصائح مهمة

من تجربتي الشخصية، هذه نصائح تحدث فرقاً كبيراً في دقة القياس:

اختاري الطريقة المناسبة للعمر

• أقل من 3 شهور: القياس الشرجي فقط
• من 3-6 شهور: الشرجي، أو الجبين
• من 6 شهور-3 سنوات: الشرجي، الجبين، أو الأذن
• 4 سنوات فما فوق: الفم، الجبين، أو الأذن

قيسي من نفس المكان دائماً

إذا قست اليوم من الفم، وغداً من الإبط — ستحصلين على أرقام مختلفة! هذا لا يعني تغير حقيقي في الحرارة.

للمقارنة الصحيحة، قيسي دائماً من نفس المكان.

استخدمي ميزان رقمي موثوق

الموازين الرقمية سريعة ودقيقة وآمنة. اختاري علامة تجارية معروفة ذات معايير طبية معتمدة.

نظفي الميزان قبل وبعد كل استخدام

استخدمي الماء والصابون أو الكحول الطبي (70%)، ثم انتظري حتى يجف تماماً.

أخطاء شائعة في قياس حرارة الطفل

لنكن صريحين — كلنا وقعنا في بعض هذه الأخطاء. أنا أول واحدة!

الخطأ الأول: قياس الحرارة بلمس اليد أو الشفاه

كثير من الأمهات (والجدات!) يضعن أيديهن أو شفاههن على جبين الطفل لـ"تحسس" الحرارة.

هذه ليست طريقة دقيقة إطلاقاً. حس اللمس قد يخدعك — ممكن تكون يدك باردة فتحسين الطفل ساخن، أو العكس.

اعتمدي دائماً على الميزان للقياس الدقيق.

الخطأ الثاني: القياس مباشرة بعد النشاط

اللعب، البكاء، الاستحمام — كل هذه الأنشطة ترفع الحرارة مؤقتاً.

انتظري 20-30 دقيقة بعد أي نشاط قبل القياس.

الخطأ الثالث: القياس بعد الأكل أو الشرب مباشرة

إذا شرب طفلك ماء بارد أو ساخن قبل القياس الفموي — القراءة ستكون خاطئة.

انتظري نصف ساعة بعد الأكل والشرب.

الخطأ الرابع: عدم ترك الميزان وقتاً كافياً

خاصة في القياس تحت الإبط — يحتاج الأمر 5 دقائق كاملة. كثير من الأمهات يستعجلن ويقسن بعد دقيقة أو دقيقتين.

انتظري حتى يصدر الميزان الرقمي صوت التنبيه، أو اتبعي المدة المكتوبة في التعليمات.

الخطأ الخامس: استخدام ميزان حرارة غير مناسب

مثل استخدام موازين الجبهة اللاصقة أو موازين اللهّاية — هذه غير دقيقة وقد تعطيك قراءة خاطئة تماماً.

استثمري في ميزان رقمي جيد — يستحق الثمن!

الخطأ السادس: عدم معايرة الميزان

بعض الموازين تحتاج معايرة دورية. اقرئي التعليمات واتبعيها.

وإذا شككتِ في دقة الميزان — اختبريه على نفسك أولاً أو اشتري واحد جديد.

متى تعتبر حرارة الطفل مرتفعة

بعد أن عرفنا الحرارة الطبيعية — متى نقول إن الحرارة "مرتفعة"؟

الحد الفاصل

تُعتبر حرارة الطفل مرتفعة (حمّى) إذا:

• القياس الشرجي: 38 درجة مئوية أو أعلى
• القياس الفموي: 37.8 درجة مئوية أو أعلى
• القياس تحت الإبط: 37.2 درجة مئوية أو أعلى

لكن انتبهي — الحمى الخفيفة (38-38.5 درجة) ليست بالضرورة خطيرة. إنها استجابة طبيعية من الجهاز المناعي لمحاربة العدوى.

متى يجب القلق من حرارة الطفل

القلق الحقيقي يجب أن يكون في هذه الحالات:

• الرضيع أقل من 3 شهور: أي حرارة 38 درجة أو أعلى — اذهبي للطبيب فوراً
• حرارة أعلى من 40 درجة مئوية في أي عمر
• استمرار الحرارة أكثر من 3 أيام رغم العلاج
• أعراض خطيرة مصاحبة: مثل صعوبة التنفس، الخمول الشديد، التشنجات، الطفح الجلدي، تصلب الرقبة، أو رفض السوائل

الحرارة بحد ذاتها ليست المشكلة — بل الأعراض المصاحبة والسبب خلفها.

متى تنخفض حرارة الطفل عن الطبيعي

الحرارة المنخفضة (انخفاض حرارة الجسم) أقل شيوعاً، لكنها خطيرة جداً.

متى نقول إن الحرارة منخفضة؟

إذا كانت درجة حرارة الطفل أقل من 36 درجة مئوية — هذا غير طبيعي ويحتاج تدخل.

أقل من 35 درجة مئوية؟ خطير جداً — اذهبي للطوارئ فوراً!

الأسباب

• التعرض للبرد الشديد لفترة طويلة
• نقصان الوزن عند الولادة
• انخفاض السكر في الدم (خاصة حديثي الولادة)
• العدوى الشديدة (أحياناً تسبب انخفاض الحرارة بدلاً من ارتفاعها)

ماذا تفعلين؟

• دفئي الطفل بملابس إضافية وبطانية
• احمليه قريباً من جسمك لنقل الحرارة
• تأكدي أن حرارة الغرفة 22-23 درجة مئوية
• إذا لم تتحسن الحرارة خلال 15-20 دقيقة — اذهبي للطبيب فوراً

انخفاض الحرارة قد يكون أخطر من ارتفاعها!

درجة حرارة الطفل أثناء النوم

الحرارة تنخفض طبيعياً أثناء النوم. هذا جزء من إيقاع الجسم اليومي.

إذا قست حرارة طفلك أثناء نومه، قد تجدينها أقل بنصف درجة من حرارته أثناء اليقظة.

لا تقلقي — هذا طبيعي تماماً!

لكن إذا استيقظ الطفل ليلاً ولاحظتِ أنه ساخن جداً، أو بالعكس بارد جداً — قيسي حرارته بدقة واتصلي بالطبيب إذا لزم الأمر.

درجة حرارة الطفل بعد التطعيم

التطعيمات قد تسبب ارتفاع طفيف إلى متوسط في الحرارة — وهذا طبيعي تماماً.

عادة ما ترتفع الحرارة بعد 6-12 ساعة من التطعيم، وقد تستمر 1-3 أيام، ثم تعود لطبيعتها.

الحرارة بعد التطعيم نادراً ما تتجاوز 38-38.5 درجة مئوية. إذا ارتفعت أكثر من ذلك أو استمرت أكثر من 3 أيام — استشيري الطبيب.

نصائح للتعامل:

• أعطي الطفل خافض حرارة مناسب لعمره ووزنه إذا شعر بعدم الراحة
• أكثري من السوائل
• ألبسيه ملابس خفيفة
• لا تغطيه بشكل زائد

ومهم جداً — لا تتوقفي عن التطعيمات خوفاً من الحرارة! فوائد التطعيمات تفوق بكثير هذا العرض الجانبي البسيط.

خلاصة

درجة حرارة الطفل الطبيعية ليست رقماً ثابتاً — إنها نطاق يتراوح بين 36.5-37.5 درجة مئوية، ويتغير حسب العمر، وقت اليوم، مستوى النشاط، والطقس.

معرفة هذه التفاصيل تساعدك على:

• عدم القلق بلا داعٍ عند قياس الحرارة
• تمييز الحرارة الطبيعية من المرتفعة بدقة
• اختيار الطريقة الصحيحة للقياس حسب عمر طفلك
• تجنب الأخطاء الشائعة التي قد تعطيك قراءة خاطئة

تذكري دائماً: جسم طفلك ذكي وقادر على تنظيم حرارته. الحرارة المرتفعة قليلاً ليست دائماً علامة خطر — بل قد تكون دليلاً على أن جهازه المناعي يعمل بشكل صحيح.

لكن إذا كان طفلك رضيعاً صغيراً (أقل من 3 شهور) أو كانت الحرارة مرتفعة جداً أو مصحوبة بأعراض مقلقة — لا تترددي في استشارة الطبيب.

صحة أطفالنا تستحق كل اهتمامنا ومعرفتنا.

حفظ الله أطفالنا جميعاً.

تنويه: هذه المقالة للأغراض التعليمية فقط ولا تغني عن استشارة الطبيب المختص. إذا كان لديك قلق بشأن صحة طفلك، استشيري طبيب الأطفال.